Categories
أنشطة المركز ليبيا

بيان بخصوص اعتقال الأستاذ سراج دغمان والدكتور فتحي البعجة والأستاذ طارق البشاري

مركز ليبيا للدراسات الاسبراتيجية Libya Centre

تفاجأ مركز ليبيا للدراسات الاسرتاتيجية والمستقبلية باحتجاز مدير المركز ببنغازي منذ يوم الأحد 01 أكتوبر 2023 من قبل جهاز الأمن الداخلي. وقد تم ذلك إثر استدعاء كل من الدكتور فتحي البعجة والأستاذ طارق البشاري من قيادات حزب ليبيا للجميع والأستاذ سراج دغمان مدير فرع المركز ببنغازي.

وقد فوجئ المدعوون بأن سبب الاستدعاء هو بغرض التحقيق معهم على ضوء تقرير مفاده أنهم اجتمعوا بمقر المركز ببنغازي بنية إحداث تغير يقود إلى إسقاط الجيش ، وهو أمر لا صلة له بالحقيقة، إذ أن الاجتماع الذي عقد بمقر المركز كان لبحث الوضع العام في ليبيا إثر الفيضانات التي شهدتها مدينة درنة وباقي مدن الجبل الأخضر، والعدد الكبير من الضحايا الذي خلفته، والذي يفوق الآلاف

وهو وضع لا يمكن لأي كان أن ينكر خطورته ومأساويته. كما أنه من حق أي مواطن غيور على بلده وحياة ابناءه، أن يتأثر لما حدث وألّا يتغاضى عن الأخطاء الجسيمة التي أدت إلى هذه الخسارة الكبيرة في الأرواح

قد دأب المركز منذ تأسيسه سنة 2011 على حث جميع المسؤولين الليـبيـين والدوليـين على عدم الاستخفاف بمسؤولياتهم وخطورة التسيب واللامبالاة وعدم مراعاة أصول وقواعد العمل العام في تسيير شؤون البالد، بل لم يتوانى المركز خلال كل هذه السنوات عن إبداء رأيه بموضوعية ومسؤولية وتقديم الدراسات والخطط البديلة لإخراج البلاد من أزماتها المتـتالية

ومنذ فتح فرعه في بنغازي منتصف سنة 2023، دأب المركزعلى لقاء كافة الفعاليات السياسية والأمنية في بنغازي والمشاركة بفعالية في كافة الملتقيات والأنشطة سواء كانت من تنظيمه أو من تنظيم أحزاب ومؤسسات وطنية

ومن بين الأنشطة التي قام بها المركز، استضافة السفيرة البريطانية بمقره ببنغازي. حيث عقدت جلستي حوار مع أقطاب اجتماعية وفكرية وسياسية ببرقة. وقد تم تـنظيم هذا اللقاء بعلم وبإذن من جميع الجهات المسؤولة، كما نظم المركز في شهر يوليو 2023 ملتقى النخب الليبية، حضرته كل من أحزاب الكرامة وليبيا للجميع والمدني الدميقراطي والاحتادي الوطني وشخصيات من جنوب وغرب البلاد. وقد استمر اللقاء على مدى يومين، بعلم وإذن كافة الجهات المسؤولة ببنغازي

وقد كان الأستاذ سراج دغمان حريصا بأن يطلع كافة الجهات على أنشطة المركز وعمله، مما وفرمناخا من الثـقة والانفتاح والارتياح مع كافة الجهات الرمسية والأحزاب، والقيادة العامة للجيش الوطني تدرك جيدا أن المركز يسعى دائما لاستقرار وسلامة ووحدة ليبيا، وأنه ينبذ العنف والقمع والظلم بجميع أشكاله وتحت أية ظروف، وتشبثه بالحرية وحقوق وكرامة الإنسان وسيادة القانون واحرتامه. وهو أمرعبر عنه المركز في كل اللقاءات التي جمعـته بالقيادة والأطراف السياسية والعسكرية في ليبيا

وبهذه المناسبة وانطالقا من مبادئ المركز وقيمه، ودعوته المسـتمرة للاسـتماع بصوت العقل والحكمة، فإنه يهيب بالجهات الأمنية والمسـؤولة بإطلاق سراح الدكتور فتحي البعجة والأستاذ طارق البشاري والأستاذ سراج دغمان. فليس من مصلحة أية جهة أن يبقوا رهن االحتجاز. فهم أصحاب فكر ورأي وسياسـة والتعامل معهم يكون بالحوار والنقاش وتبادل الأفكار والآراء. خاصة وأن هدف الجميع هو استقرار ليبيا وسلامتها ووحدة أراضيها. فقد أبانت فيضانات درنة عن هشاشة وضع البلاد وخلل كبير في التقـدير والتسيـير ومواجهة الأزمات

هذا وقت الوحدة والتآزر والعمل بيد واحدة وبقلب واحد لا وقت خلاف وتشتت

Categories
ليبيا

Derna : A human tragedy

A horrible storm hit the Eastern parts of Libya on the 10th of September 2023. Thousands of lives have been lost in the city of Derna.

Derna, Libya Flood 13-09-2023
An aerial image of Derna taken on September 13, after the passage of Storm Daniel. Reuters.

It is a real tragedy and as a friend from Derna said “it is the worst genocide in Libyan history.”

I completely understand my friend’s frustration. It was difficult for him to see family and friends disappear in a glimpse of an eye.

Thinking back of what happened in Derna, not only nature is to blame, but also, to a great extent, the current political and security actors.

Hurricane Danièle was expected to come to Libya, it was not a secret at all.

Normally, a series of preventive and safety measures should have been taken in order to preserve the lives of the people and keep them safe. Measures that are quite standard, don’t cost much and could have been easily carried out.

Everyone is blaming what happened on the divisions and fragmentation in the country.

Is the country that divided? We have been hearing of meetings of the 6+6 committee between the House of Representatives and the Higher State Council, the 5+5 military committee meetings which were very much praised by UNSMIL and the international community, the recent meeting of the two central banks and the claim that it is heading towards unification , the different meetings between the Dbeiba’s, the Haftar’s and the armed groups, and finally the tripartite meeting between Mohamed Al Maneifee, Agueela Saleh and Khalifa Haftar in Benghazi.

All these meetings were presented as efforts to find a solution to the country’s political crisis. Different comments and statements were made that such meetings are encouraging and could raise hope.

The question that also should be asked, didn’t UNSMIL know about hurricane Danièle and that it would hit Libya? Why wasn’t there a statement from UNSMIL warning of the impact of the storm and calling the different committees (5+5, 6+6 and the other groups that meet) to unite their efforts and come up with an emergency plan to prevent that harm and disaster Hurricane Danièle would do to Libya. This would have been a good opportunity towards unification.

Everyone is to blame, it is about time to change the approach to the Libyan crisis from one focusing on power sharing between fake “strong political, financial and military groups” , to one focusing on the safety, wellbeing, welfare and mainly the grievances of the Libyan people who in 2011 took peacefully to the streets and demanded these grievances be taken into considerations. Unfortunately, all this has been ignored and neglected by national and international actors.

UNSMIL should admit that it holds its part of responsibility in the disaster that happened in Derna and the East. The current Libyan leadership has emerged from UN political processes built on a wrong hypothesis that Libya needs a strongman. Libya needs modest, sincere, creative and down to earth politicians for whom serving the people is an honour.

Unfortunately, the UN political processes produced dwarves who pretend to be strongmen whose ignorance, arrogance, weakness and neglect caused a human tragedy in Libya.

Categories
السياسة ليبيا

ليبيا بلا حكومة و لا مسؤولين

ضربت مدن برقة عواصف و فيضانات عنيفة و بالأخص مدينة درنة التي جرف فيضان واديها عمارات و مساكن أودت بحياة الآلاف من الضحايا و أعداد مضاعفة من المفقودين.

في هذه الظروف الصعبة و العصيبة و هذا المصاب الجلل غاب مسؤولونا و حكامنا، و اكتفوا بتوجيه نداءات إلى المجتمع الدولي لتقديم المساعدات ، و تسابقوا إلى إعلان درنة و باقي مدن برقة مناطق منكوبة، اليوم العين تبكي و القلب يدمي لفقدان إخواننا و أهلنا و أيضا لفقدان الوطن الذي ظهر اليوم جليا أنه وطن يتيم بلا أب يرعاه و لا أم تحن عليه.

الملك إدريس السنوسي

شتان بين الأمس و اليوم، فقد نكبت ليبيا سنة 1963 عندما ضرب المرج زلزال مدمر ، قدر للبلاد أن يكون على راسها رجل يقدر المسؤولية و يحملها على عاتقه طوال يومه و ليله و طوال العام، رجل لا يكثر من التصريحات و لا الكلام المنمنق، رجل لا يسعى لتلميع صورته و إدعاء بطولات زائفة، رجل نظيف اليد نزيه ألا و هو الملك إدريس السنوسي رحمه الله

محمد عثمان الصيد في المرج

و قدر في تلك السنة أن كان رئيس حكومته رجل من أبناء الشعب الليبي، صنع نفسه و مساره السياسي بنضاله و عمله، رجل شعر بآلام المحرومين و المظلومين، رجل ناضل ضد الاستعمار من أجل نيل الحرية و الكرامة، رجل عانى في سبيل ذلك الأمرين من سجن المستعمر في فزان و تعذيبه له أنكى أنواع العذاب.

رجل بدأ مساره السياسي شابا مناضلا من اجل الحرية، رجل تدرج في المناصب السياسية عضوا في لجنة الستين و لجنة الواحد و العشرين و اللجنة الاستشارية لوضع الدستور، رجل بنى الصحة في ليبيا و أسسها، في سبيل ذلك جال أرجاء البلاد شرقا و غربا و جنوبا، رجل أحب ليبيا و الليبيين من أعماق قلبه ، جاعلا حلمه رقي البلاد و ازدهار شعبها.

رجل خرج من الشعب و أحب الشعب و تعلم و تهذب في الزوايا الليبية على يد علماء ليبيين، رجل أدرك معنى المعاصرة و الحداثة و العمل و الارتقاء و الحفاظ على الهوية و الثقافة الليبية، رجل جعله مساره شجاعا قادرا على المواجهة و المبادرة و تحمل المسؤولية

إنه محمد عثمان الصيد الذي بمجرد وقوع زلزال المرج اتخذ كل الإجراءات اللازمة و الضرورية و نظم المساعدات و الإغاثة سواء الوطنية أو الدولية، رجل أدرك بحسه السياسي و الوطني أن الدولة في ظروف الكوارث و المآسي تحتاج إلى قيادة تكون قريبة من المواطنين، تكون معهم 24 ساعة في اليوم، فما كان منه إلا أن انتقل فورا إلى المرج ليكون قريبا من أهلها ليطمئنهم و يواسيهم و يواجه معهم الأزمة و في نفس الوقت ليبني معهم المستقبل، إذ كان معه فريق من المهندسين وضعوا في فترة وجيزة مخطط مدينة المرج الجديدة وفق معايير السلامة و العمران.

رحم الله محمد عثمان الصيد و أسكنه فسيح جناته و جزاه عن الليبيين خيرا في الصورة أعلاه و هو يزور مدينة المرج

رحم الله الملك إدريس الذي سمح لرجال البلاد أن يعملوا و يبادروا و أن يتحملوا مسؤولياتهم

Categories
أنشطة المركز ليبيا

فيضان درنة

لا يسعنا في هذه الظروف الصعبة إلى أن نردد بقلوب مؤمنة ” قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنون” و قوله تعالى “و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون، أولائك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولائك هم المهتدون.”

إننا إذ نشارك إخوتنا في درنة و البيضاء و سوسة و شحات و كافة مدن برقة أحزانهم و آلامهم في ضحايا الفيضانات و السيول الجارفة التي أودت بحياة أكثر من ألفي مواطن، لنرفع أكف الضراعة إلى الله العلي القدير بأن بتقبل الموتى بواسع رحمته و عظيم مغفرته و أن يجعل مثواهم الجنة مع النبيين و الشهداء و الصديقين و أن يلهم أهلهم و ذويهم الصبر و السلوان، كما ندعوه جلت قدرته أن يشفي الجرحى و يعيد المفقودين إلى أسرهم و عائلاتهم سالمين غانمين.

مما لا شك فيه سوف يسارع الكثيرون عن حسن نية و بقلوب صادقة لتقديم المساعدات و الإغاثة لأهالي درنة و المدن المنكوبة في برقة، فهذه من شيم و أخلاق المجتمع الليبي المتشبع بقيم الرحمة و التكافل و الإنسانية التي هي من روح الإسلام.

و بالتأكيد سوف تتبارى الحكومتان على الإعلان عن دفع التعويضات للمتضررين و الوعد بإعادة بناء المساكن و المباني المهدمة، بعيدا عن العواطف و المزايدات السياسية هل هذا يكفي و فعلا ما تحتاجه البلاد؟

لعل ما وقع في درنة يكون عظة و عبرة لنا أن السكوت عن الفساد و الاستهتار و الظلم نتيحته وخيمة و أكبر و أعظم من كل الحروب التي عاشتها ليبيا، فالسؤال من يتحمل هذا العدد المهول من الضحايا، سوف يقول الكثيرون هذه عاصفة استثنائية و كارثة طبيعية تسببت في فيضان لم نشهد له البلاد مثيلا.

صحيح العاصفة قوية و شديدة و هو أمر قدره المولى عز و جل، و لكنه سبحانه و تعالى سخر لنا العقل و العلم و المعرفة و التكنولوجيا و المال لنصون أرواح أبناءنا و نحفظ ممتلكاتهم، و يبقى السؤال هل قمنا بذلك ؟ بالتأكيد لا.

لقد استعملنا كل هذه النعم لنشن الحروب و لنقسم البلاد إلى مربعات أمنية ضيقة لا تخدم المصالح الواسعة للمواطنين.

صراحة نتحمل جميعا مسؤولية ما وقع في درنة و البيضاء و سوسة و شحات و غيرها من المدن، لو اتخذنا إجراءات احترازية و وقائية بسيطة لكانت الأضرار أقل، و لكنا اليوم نبارك لأنفسنا أننا حافظنا على ما أمر الله به و هي أرواح غالية على الله عز و جل و علينا.

الجميع كان يعلم أن العاصفة دانيال متجهة إلى ليبيا، قادمة من اسبانيا التي خلفت فيها بضعة ضحايا، فلماذا لم تتخذ إجراءات بسيطة، كان أولها معاينة السد و تفريغ حمولته قبل هبوب العاصفة بأيام ؟ ثم لماذا لم يتم إجلاء السكان من الأماكن القريبة من الوادي، خاصة و أنه معروف أن أودية شمال افريقيا ليس لها مجرى محدد و في حالة الفيضان يكون السيل عنيفا و يمتد أفقيا على مسافات بعيدة ؟ و السؤال الأهم كيف أعطت الدولة رخص البناء في مجرى الوادي ؟ ثم لماذا لم تجرى حملة لتنظيف المجاري و إعدادها لاستقبال موسم الأمطار ؟

لقد منع السلاح و الفساد و الانتهازية السياسية المبتذلة أهل الاختصاص و المهنيين من العمل وفق المواصفات و المعايير العلمية و الفنية للحفاظ على ما حبى الله به هذه البلاد من طبيعة و مدن جميلة و متنوعة و مآثر و حضارة و ثروات، لقد ضاع كل شيء في حروب لا معنى لها و صفقات سياسية عقيمة و بليدة تخدم الفساد و لا شيء غير الفساد.

لنحترم أرواح أهلنا، فهم ليسوا ضحايا الفيضانات فقط و لكنهم ضحايا الفساد و الدمار و العنف و الانتهازية، فهم ضحايا مجاملات فارغة أتت على الغالي و النفيس.

هذا نداء إلى الجميع ليبيين و مجتمع دولي على رأسه بعثة الأمم المتحدة، كفانا عبثا و كفانا لعبا بأرواح الأبرياء.

واجبنا الآن أن نبدأ صفحة جديدة تحترم كرامة و روح المواطن و حقه في الحياة الآمنة الرغيدة و السعيدة.

هل نتعظ و نستوعب الدرس أم سيستمر عبثنا و نفاقنا و مجاملاتنا الفارغة، و تتوالى المصائب و الجراح و الآلام ؟

تحتاج البلاد إلى مسؤولين نزهاء يحترمون أرواح المواطنين و كرامتهم، يحترمون العلم و المعرفة و الأخلاق، مسؤولين شجعان يقفون ضد العنف و إرهاب المواطنين، كفانا اسنهتارا و لعبا بأرواح الناس.