Categories
أنشطة المركز السياسة ليبيا

رسالة مفتوحة إلى سيادة المشير خليفة حفتر

سيادة المشير، تحية طيبة و بعد

في يوم الأحد 02 أكتوبر 2023، استدعى الأمن الداخلي كلا من
الأستاذ سراج دغمان، مدير مكتب بنغازي لمركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية و المستقبلية
الدكتور فتحي البعجة مدير المكتب السياسي بحزب ليبيا للجميع
الأستاذ طارق البشاري عضو حزب ليبيا للجميع

و قد تبين أن الاستدعاء جاء على ضوء تقرير قدمته السيدة هناء شلوف موظفة مستقيلة من المركز، تشير فيه أن السادة المذكورين أعلاه عقدوا اجتماعا بالمركز ببنغازي يخططون فيه لقلب النظام و إسقاط الجيش الوطني الليبي.

إنني إذ أفند هذا الإدعاء و الذي أوكد لكم أنه لا أساس له من الصحة، كما أنه غير واقعي لسبب بسيط و بديهي أنه لا المركز و لا حزب ليبيا للجميع يملكون القدرة و لا الإمكانية للقيام بذلك. لا أنكر سيادة المشير، أنني شخصيا، مثل ما ورد في خطابكم أمام قبائل و أعيان الجبل الأخضر، مستاء تماما من أداء المسؤولين في ليبيا و الذي بسبب إهمالهم و استهتارهم في فيضانات درنة و الجبل الأخضر، ضاعت الآلاف من الأرواح البريئة التي كانت تعتقد أنها آمنة في بيوتها. و هو أمر لا يختلف تماما عما عبرتم عنه، إذ قلتم أن كارثة فيضانات درنة ستبقى وصمة عار في جبين المسؤولين الليبيين. و قد كان هذا هو فحوى الاجتماع و النقاش الذي دار في المركز مع حزب ليبيا للجميع، و تدارس الحلول و الرؤى التي يمكن أن تجنب ليبيا مثل هذه المآسي في المستقبل

سيادة المشير

إن احتجاز السادة الأفاضل المشار إليهم أعلاه، يعتبر في نظري سابقة خطيرة و قد تؤسس إلى سلوك مشين و مضر و مخل بأخلاق و قيم المجتمع الليبي، و هو سلوك اعتقدنا جميعا أنه انتهى و ولى إلى غير رجعة بعد سنة 2011، ألا و هو نقل أحاديث المجالس الخاصة إلى الجهات الأمنية

إن احتجاز السادة الأفاضل المشار إليهم أعلاه، يعتبر في نظري سابقة خطيرة و قد تؤسس إلى سلوك مشين و مضر و مخل بأخلاق و قيم المجتمع الليبي، و هو سلوك اعتقدنا جميعا أنه انتهى و ولى إلى غير رجعة بعد سنة 2011، ألا و هو نقل أحاديث المجالس الخاصة إلى الجهات الأمنية

أولها: إن السيدة هناء شلوف ليست، حسب علمي، عضوا في الأمن الداخلي بصفة ضابط، بل هي كما عرفت بنفسها في منشورها باحثة سياسية و وظيفتها في المركز كانت مديرة شؤون المرأة كما ورد في المنشور نفسه. مما يعني أن اتهاماتها للزملاء ما هي إلا رواية مواطنة يمكن أن تكون لها أغراض و أهداف خاصة بها. هذا لا يعني أنه لم يكن على جهاز الأمن الداخلي أن يهتم بالاتهامات، حيث أن ما ورد في تقريرها أمور، حسب قولها، تهم أمن الدولة. غير أن كلاما من مصدر كهذا يحتاج إلى تحر ميداني و مراقبة المشتبه فيهم و التأكد من نوايا السيدة شلوف و صحة ما ورد في تقريرها، بمعنى أنه قبل الاحتجاز كان يفترض وضع المشتبه فيهم تحت المراقبة، و حين التأكد من صحة الاتهامات يتم استدعاءهم للتحقيق. إن التصرف الذي قام به جهاز الأمن الداخلي يؤسس، مع الأسف، لسلوك مشين يكيد فيه المواطن لأخيه، و أنا على يقين أنكم ترفضون انتشار مثل هذا السلوك بين الشعب الليبي

ثانيا: فيما يخص الأستاذ سراج دغمان، فهو موظف بمركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية و ينفذ سياسة المركز التي يحددها مجلس الإدارة، الذي كاتب هذه السطور هو رئيسه. فإن كانت هناك مسؤولية سياسية فلا يتحملها الأستاذ سراج دغمان، إنما أتحملها أنا أسامة محمد عثمان الصيد و هو من يجب التحقيق معه و ليس الأستاذ سراج دغمان

ثالثا: لقد بادر كل من الأستاذ سراج دغمان و الدكتور فتحي البعجة في منتصف شهر سبتمبر بزيارة اللواء الرعيض من الأمن الداخلي بمكتبه و إطلاعه على فحوى الاجتماع الذي تم في المركز، استشعارا منهم أن الظروف التي تمر منها البلاد بعد كارثة درنة تحتاج إلى مقاربة مبتكرة و متطورة، و هذا دليل على المسؤولية الأدبية و العلمية و الفكرية التي يتحليان بها

رابعا: لقد قام المركز بكل الإجراءات القانونية و أخذ كل الموافقات الأمنية لفتح فرعه ببنغازي، حيث سهر الأستاذ سراج دغمان شخصيا على ذلك، كما أن المركز انفتح على جميع الفاعلين السياسيين ببنغازي حيث دأب على لقاء أهم الأحزاب و على رأسها حزب الكرامة. كما أنه استضاف وفود دولية بتنسيق تام مع شركاءه في بنغازي و بعلم كامل من الجهات المسؤولة

و أخيرا سيادة المشير، لقد تشرفت في عدة مناسبات باللقاء بسيادتكم سواء أثناء ثورة 2011 ببنغازي رفقة المرحوم الحاج محمد سليمان، أو حين شرفتمونا بزيارة المركز بطرابلس سنة 2013 أو عند زيارتكم بالرجمة سنة 2017. في كل اللقاءات كان النقاش واضحا و صريحا و شفافا و يصب في مصلحة الوطن و جمع الكلمة و حقن الدماء و الحفاظ على أرواح المواطنين و بناء الدولة وفق ما يخدم مصالح الشعب الليبي، كما أنني منذ فتح فرع المركز طلبت مرارا و تكرارا اللقاء بسيادتكم إلا أن جدولكم لم يسمح بذلك. و هذه كلها أدلة سيادة المشير، أننا لا نسعى للفتنة و لا للفساد و لا للعنف و لكن هدفنا هو السلم و السلام و الأمن و الآمان و رفاهية الشعب الليبي

سيادة المشير

إنني على يقين أنكم لن ترضوا بالظلم و لا الغبن و لا مذلة الرجال و لن تقبلوا أن يستمر احتجاز رجال تعرفونهم و تعرفون عشيرتهم و أهاليهم لأسباب واهية لا أساس لها من الصحة. لذا أناشدكم بإطلاق سراح إخوتي و زملائي الأستاذ سراج دغمان و الدكتور فتحي البعجة و الأستاذ طارق البشاري و أنا على استعداد لتحمل أية مسؤولية

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أسامة محمد عثمان الصيد

رئيس مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية و المستقبلية

وحرر بطرابلس بتاريخ 05 أكتوبر 2023

Categories
أنشطة المركز السياسة ليبيا

سيادة القانون في ليبيا التحديات والحلول

شارك فريق مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في مؤتمر سيادة القانون في ليبيا التحديات والحلول، الذي عقد في 09 – 10 سبتمبر 2023، وذلك من خلال ورقتين: الأولى قدمها اللواء يوسف المنقوش «رئيس قسم الدراسات الأمنية بالمركز» وذلك بورقة علمية بعنوان: «إشكاليات السيطرة المدنية علىٰ قوى الدولة العسكرية في مسودة الدستور الليبي. البحث عن الحلول»

مؤتمر سيادة القانون يوسف المنقوش
مؤتمر سيادة القانون يوسف المنقوش مركز ليبيا

أما الورقة الثانية فقد قدمها الباحث عبد الله حديد مدير إدارة البحوث بالمركز وكانت بعنوان: «التشكيلات المسلحة ودور التشريعات في إفلاتها من العقاب»

مؤتمر سيادة القانون 2023-09-21
مؤتمر سيادة القانون عبد الله حديد مركز ليبيا للدراسات

يذكر أن هذا المؤتمر تنظمه كلية القانون بجامعة مصراتة، برعاية من مشروع دعم جهود سيادة القانون في ليبيا (SHARP) ومركز المعلومات والدراسات التابع للمنطقة العسكرية الوسط.

ملخص الورقة البحثية الأولى

على الرغم من أهمية موضوع السيطرة المدنية على القوة العسكرية في الدولة، وعلاقة هذا الموضوع بإرساء مبادئ الديمقراطية، وأسس الدولة المدنية؛ إلا إن المكتبة العربية تعاني من شح شديد في المصادر التي تحدثت عن هذا الموضوع المهم.

وبما أن الدستور هو الذي يعمل على المحافظة على الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين، وهو المعنيُّ بوضع المبادئ العامة لنظام الحكم في الدولة ومهامه، وكيفية ممارسته لهذه المهام، فهو من سيحدد العلاقة السليمة التي تربط الجانب المدني للدولة بجانبها العسكري والأمني، ويضمن دفاعا وأمنا قويين للدولة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وفي الوقت نفسه حماية وعدم انتهاك حقوق الشعب، وعدم تغول مؤسساته العسكرية والأمنية، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا في مجتمع تخضع فيه القوات العسكرية والأمنية إلى قيادات ومؤسسات مدنية منتخبة بطريقة ديمقراطية صحيحة.

مؤتمر سيادة القانون يوسف المنقوش 08-09-2023
مؤتمر سيادة القانون يوسف المنقوش مركزليبيا للدراسات

تتحدث هذه الورقة عن أهمية التنظيم الدستوري للقوة العسكرية في الدولة المعاصرة، كما تتعرض لإشكاليات السيطرة المدنية على القوة العسكرية للدولة، والضمانات والوسائل الدستورية والقانونية لتحقيق هذا المبدأ، كما تتعرض باختصار إلى مسودة الدستور الليبي، وعلاقتها بتحقيق السيطرة المدنية، وأخيرا، تقدم بعض المقترحات لتعديل وإضافة بعض النصوص في مسودة الدستور المقترح.

ملخص الورقة الثانية

لم يحظ قطاع الأمن والدفاع في ليبيا باهتمام حقيقي على مستوى القرار السياسي صناعة وتنفيذا، بل غابت الاستراتيجية الوطنية في بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية، مما أفسح المجال لممارسات غير مسؤولة في المجال الأمني. كانت نتائجها وخيمة علىٰ كل الصُّعد: الأمنية، والسياسية، والاقتصادية.

لعل أبرزها تطور المجموعات المسلحة التي نشأت استثناء في 2011م؛ لتصبح أجهزةً أمنية موازية وفق تشريعات تجعل منها جزءا من اتخاذ القرار السياسي بشكل مباشر وغير مباشر، بل ضمنت لها بعض التشريعات وضعا قانونيا يسمح لها بالإفلات من العقاب، حتى صار الإفلات من العقاب في ليبيا ثقافة سائدة، ترتكز علىٰ أسس تشريعية، وقضائية، ومؤسسية ومجتمعية، لا سيما بعد وصول بعض قيادات المجموعات الموازية لمناصب سياسية ودبلوماسية، سمحت لها الآفاق بالاستفادة من الأموال والحصانة. وعزز هذه الثقافة إشراك المجتمع الدولي لهم في الحوارات السياسية.

فنحن أمام «عنف سياسي» وليس «سياسة عنف»، ويكمن معلم الحل الأول في وضع سياسات أمنية واضحة، يتم تطبيقها عبر المؤسسات الرسمية، بعيدا عن أية مؤسسات موازية.

Categories
السياسة ليبيا

ليبيا بلا حكومة و لا مسؤولين

ضربت مدن برقة عواصف و فيضانات عنيفة و بالأخص مدينة درنة التي جرف فيضان واديها عمارات و مساكن أودت بحياة الآلاف من الضحايا و أعداد مضاعفة من المفقودين.

في هذه الظروف الصعبة و العصيبة و هذا المصاب الجلل غاب مسؤولونا و حكامنا، و اكتفوا بتوجيه نداءات إلى المجتمع الدولي لتقديم المساعدات ، و تسابقوا إلى إعلان درنة و باقي مدن برقة مناطق منكوبة، اليوم العين تبكي و القلب يدمي لفقدان إخواننا و أهلنا و أيضا لفقدان الوطن الذي ظهر اليوم جليا أنه وطن يتيم بلا أب يرعاه و لا أم تحن عليه.

الملك إدريس السنوسي

شتان بين الأمس و اليوم، فقد نكبت ليبيا سنة 1963 عندما ضرب المرج زلزال مدمر ، قدر للبلاد أن يكون على راسها رجل يقدر المسؤولية و يحملها على عاتقه طوال يومه و ليله و طوال العام، رجل لا يكثر من التصريحات و لا الكلام المنمنق، رجل لا يسعى لتلميع صورته و إدعاء بطولات زائفة، رجل نظيف اليد نزيه ألا و هو الملك إدريس السنوسي رحمه الله

محمد عثمان الصيد في المرج

و قدر في تلك السنة أن كان رئيس حكومته رجل من أبناء الشعب الليبي، صنع نفسه و مساره السياسي بنضاله و عمله، رجل شعر بآلام المحرومين و المظلومين، رجل ناضل ضد الاستعمار من أجل نيل الحرية و الكرامة، رجل عانى في سبيل ذلك الأمرين من سجن المستعمر في فزان و تعذيبه له أنكى أنواع العذاب.

رجل بدأ مساره السياسي شابا مناضلا من اجل الحرية، رجل تدرج في المناصب السياسية عضوا في لجنة الستين و لجنة الواحد و العشرين و اللجنة الاستشارية لوضع الدستور، رجل بنى الصحة في ليبيا و أسسها، في سبيل ذلك جال أرجاء البلاد شرقا و غربا و جنوبا، رجل أحب ليبيا و الليبيين من أعماق قلبه ، جاعلا حلمه رقي البلاد و ازدهار شعبها.

رجل خرج من الشعب و أحب الشعب و تعلم و تهذب في الزوايا الليبية على يد علماء ليبيين، رجل أدرك معنى المعاصرة و الحداثة و العمل و الارتقاء و الحفاظ على الهوية و الثقافة الليبية، رجل جعله مساره شجاعا قادرا على المواجهة و المبادرة و تحمل المسؤولية

إنه محمد عثمان الصيد الذي بمجرد وقوع زلزال المرج اتخذ كل الإجراءات اللازمة و الضرورية و نظم المساعدات و الإغاثة سواء الوطنية أو الدولية، رجل أدرك بحسه السياسي و الوطني أن الدولة في ظروف الكوارث و المآسي تحتاج إلى قيادة تكون قريبة من المواطنين، تكون معهم 24 ساعة في اليوم، فما كان منه إلا أن انتقل فورا إلى المرج ليكون قريبا من أهلها ليطمئنهم و يواسيهم و يواجه معهم الأزمة و في نفس الوقت ليبني معهم المستقبل، إذ كان معه فريق من المهندسين وضعوا في فترة وجيزة مخطط مدينة المرج الجديدة وفق معايير السلامة و العمران.

رحم الله محمد عثمان الصيد و أسكنه فسيح جناته و جزاه عن الليبيين خيرا في الصورة أعلاه و هو يزور مدينة المرج

رحم الله الملك إدريس الذي سمح لرجال البلاد أن يعملوا و يبادروا و أن يتحملوا مسؤولياتهم

Categories
أنشطة المركز السياسة ليبيا

الملتقى التشاوري بين النخب

نظم مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية فرع مدينة بنغازي يومي 09-10 2023/07 الملتقى التشاوري بين النخب الليبية

فهو الملتقى الوطني الأول الذي ينظمهُ المركز في مدينة بنغازي والذي جمع العديد من التيارات السياسية والثقافية والاجتماعية من جميع المدن الليبية في جميع أنحاء ليبيا. وقد توزعت حلقات نقاشهِ على مدار يومين. واتسمَ هذا الملتقى الوطني بكثافة الحضور، وشفافية الطرح، وأهمية المواضيع التي تمت مناقشتها، في أجندة جمعت شكل الدولة المستقبلي ونظامها السياسي والإداري، وهويتها الاقتصادية. كما نوقشت الفلسفة السياسية والأمنية، وأسس السياسة الخارجية، كذلك القيم الجامعة للهوية الليبية والمصالحة الوطنية

شارك في هذه الفاعلية الكبيرة عدد من الأحزاب المهمة في مدينة بنغازي ( حزب ليبيا الكرامة – حزب ليبيا للجميع – حزب الاتحادي الوطني – حزب المدني الديمقراطي ). كما شارك العديد من الشخصيات السياسية المستقلة والأكاديميين والمثقفين، كما شمل الحضور أيضًا مؤسسات مجتمع مدني مختلفة من مدينة طرابلس ومصراتة، ورجال أعمال ومهتمين بالشأن السياسي العام من الغرب والجنوب الليبي

من هذهِ المنظمات ( رئيسة الاتحاد النسائي الليبي، ورئيسة الاتحاد النسائي فرع طرابلس، والمسؤولة عن متابعة ومراقبة الانتخابات بالاتحاد) كما شارك نائب رئيس واعضاء المجلس الأعلى للأمازيغ من زوارة ويفرن والقلعة. كذلك شارك رئيس المجلس الأعلى للطوارق وممثل عن سلطان تبو ليبيا، كما شارك أعيان وادي الآجال وأعيان الشاطئ وأعيان وادي البوانيس، كما شارك رؤساء منظمات مجتمع مدني منها مؤسسة جريح وطن ومنظمة لأجلك يا وطن من مدينة مصراتة. كما شاركت مجموعة رجال أعمال G9 طرابلس والرئيس السابق لغرفة التجارة والصناعة طرابلس، ورئيس نقابة العاملين في قطاع النفط، كما شاركت ناشطة حقوقية وإعلامية من طرابلس وناشط سياسي من مدينة غريان، كذلك شارك في هذا الملتقى المركز الإعلامي الليبي للدراسات ، وعضو من مجموعة خبراء برقة ، وعضو من مجلس الأمن القومي الليبي، ورئيس الهيئة الوطنية لمشايخ وأعيان ليبيا. حظى هذا الملتقى الوطني بمشاركة فعالة من مختلف ألوان الطيف الليبي ، ونتج عنهُ تشكيل لجان عمل مختلفة في المواضيع التي تمت مناقشتها في هذا الملتقى

Categories
أنشطة المركز السياسة ليبيا

كلمة الافتتاح في لقاء بنغازي التشاوري

أقام مكتب ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمسقبلية في مدينة بنغازي، ليبيا يوم 09-07-2023 لقاء تشاوريا بين النخب الوطنية. وكانت هذه كلمة الافتتاح التي ألقاها السيد المهندس أسامة الصيد، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، أمام المدعوين. هذا هو الرابط الفيديو للكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

حضرات السيدات و السادة
يشرفني و يسعدني أن أرحب بكم باسم زملائي في مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية و المستقبلية، لقبولكم المشاركة و المساهة في الملتقى التشاوري الأول بين النخب الوطنية و الذي أدعو الله جلت قدرته أن يوفقنا في أعمالنا و أن يكلل لقاءنا هذا بالنحاح والخروج بعمل مؤسس لليبيا التي نحلم بها و نسعى إليها.

حضرات السيدات و السادة
تعددت اللقاءات الخاصة بليبيا خارج البلاد في عواصم ومدن مختلفة من العالم، و هي مبادرات مشكورة من القائمين عليها، غير أنه مع شديد الأسف لم تفضي إلى نتيجة تذكر، إذ أن أغلب ما تسفر عنه هو تهدئة مؤقتة لمشكلة عابرة وجب احتواؤها، كما أنه من الطبيعي والمسلم به أن هذه اللقاءات تعقد برؤية و هندسة و تصميم المشرفين عليها وفق رؤيتهم ومصالحهم، و هو أمر لا يعيبهم و لا يؤاخذون عليه، إنما العيب فينا و المؤاخذات علينا لأننا لم ننجح ونفلح في أن نتولى شؤوننا و أمورنا و ترتيب أوضاعنا.

و هذا يجرني إلى الحديث و محاولة وضع الأصبع على الجرح و تسمية الأشياء بأسماءها، فنحن لا نتعامل مع ليبيا كأصحاب قضية وطنية و لكن كأصحاب مصالح شخصية سطحية ضيقة تحقق مكاسب فورية تضمن إما مالا أو جاها أو سلطة، و لكنها لا تؤسس لدولة و لا لاستقرار و سلام و عدالة و تنمية و تكافئ حقيقي للفرص في جميع المجالات، و هذا أمر خطير و إن استمر فسوف نجد أنفسنا ضيوفا في بلدنا لا علم لنا بما يجري فيها و لا كلمة لنا في تسيير شؤونها و إدارة مواردها و تحديد سياساتها، و أخشى أن أقول أننا ربما وصلنا إلى هذه المرحلة المؤلمة و المخيفة.

حضرات السيدات و السادة
مرد كل ذلك هو أننا لم نتعامل مع ليبيا كما أشرت كأصحاب قضية وطنية هدفها بناء مجتمع متجانس و متطور يحقق عدالة تضمن حقوق أبناءها و بناتها و توفر لهم المناخ المناسب و الأمثل للعمل و الإنتاج و الانتقال إلى اقتصاد يدخل في الاقتصاد الدولي بما يوفره من انتاج متنوع و سوق عمل لأبناءه و للخبرات و المهارات الدولية، مناخ يوفر تبادلا تجاريا و ثقافيا و علميا و فكريا غزيرا بين ليبيا و دول العالم سواء الجارة أو البعيدة،

علينا أن نرتقي بأداءنا إلى مرتبة و مصاف رجال الدولة القادرين على هندسة و تنفيذ رؤية قوية و حية و متجددة تضمن أولا مصالح كل مواطن ليبي في كل مجالات الحياة من صحة و تعليم و عمل. و تضمن أيضا انسجام كل مكونات الشعب الليبي بجعل ثقافاتنا المتنوعة هويتنا الوطنية نفتخر و نعتز بها و نحافظ عليها و نصونها و نعمل على تطويرها، كما أن الذكاء و الحنكة السياسية تقتضي أن تجد القوى الدولية مصالحها سواء السياسية أو الاقتصادية و أحيانا الاستراتيجية في رؤيتنا الوطنية التي تحدد معالم و أليات التعاطي معها بمبدأ المنفعة المشتركة و التفاهم و احترام القوانين و المواثيق الدولية و سيادة الوطن و عدم التدخل في شؤونه الداخلية. و هذا سوف يزيح عنا هموما كثيرة و آفات عديدة كالفساد المستشري في البلاد و انتشار السلاح و تسرب الجماعات الخارجة عن القانون و عمليات التهريب مما يساعد على الاستقرار و السلام.

حضرات السيدات و السادة
نحن أصحاب قضية و طنية، و هذا يفرض علينا أن نتصرف تصرفا مغايرا لما هو قائم اليوم، فقضية الوطن يتعاطى معها رجال الدولة سواء في ليبيا أو خارجها، فلنرتقي بقضيتنا إلى ذلك المستوى، فالنقاش الدائر اليوم عن تقاسم السلطة و التوزيع العادل للثروة لن يفضي إلا إلى حلول ترقيعية لترضية جهات و مصالح ضيقة، سرعان ما يندثر أثرها و تتولد عنها أزمة أكثر حدة و تعقيدا

لقد طرحنا عليكم في هذا اللقاء مناقشة مواضيع نأمل إن وضعنا قواعدها تكون مؤسسة لليبيا الجديدة التي يجب أن تستوعب في هندستها التطورات الدولية و المرحلة الجديدة التي سيدخلها العالم نتيجة للمستجدات و التطورات الاقتصادية القائمة على التكنولوجيا و العلم و التكوين القوي للشباب و الخبرات، و إدارات الملفات الاستراتيجية في العلاقات الدولية، فالعالم اليوم قد يقوم على توازن بين الدول العظمى و لكنه أيضا بسبب التطور التكنولوجي و انتشار العلم و المعلومة يحتاج إلى استقراره و سلامه نماذج متطورة و قوية لدول صغرى و متوسطة ناجحة اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و سياسيا، و لعلنا اليوم نؤسس لنموذجنا الليبي الجديد الذي يعيدنا عنصرا فعالا في العالم، مما سيجعلنا قادرين على تحقيق السلام و الاستقرار و التنمية و حماية مصالحنا بعيدا عن العنف و الدمار و الحروب

Categories
أنشطة المركز السياسة ليبيا

كلمة السيد المهندس أسامة الصيد رئيس مجلس إدارة المركز، في الملتقى التحضيري للمصالحة الوطنية

طرابلس 08-01-2022

ستجدون هنا رابط للفيديو لهذه الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

حضرات السيدات و السادة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته،
في البداية اشكر أصحاب السعادة أعضاء المجلس الرئاسي و الاتحاد الإفريقي و المشرفين على هذا الملتقى، على تنظيم هذا اللقاء المهم الذي يهدف إلى تأسيس و بناء المصالحة الوطنية في ليبيا، و الذي نرجو من الله عز و جل أن يوفقنا جميعا فيه

حضرات السيدات و السادة،
إن مباشرة العمل على المصالحة الوطنية، يتطلب منا جميعا شجاعة سياسية و أدبية و إرادة قوية و عزيمة و صبرا و حكمة و تسامحا و تفاؤلا، إن اجتماع كل هذه الصفات في عمل واحد لدليل على جسامة و أهمية ما نحن مقبلون عليه بإذن الله تعالى

حضرات السيدات و السادة
المصالحة تتطلب منا شجاعة أدبية و سياسية، اولها الاعتراف بأن ما نعيشه اليوم هو بسبب أخطاء ارتكبت و لم تعالج و بسبب غياب الإصلاح في الوقت المناسب، فليس عيبا أن نقوم بنقد ذاتي لكل الحقب التي تعاقبت على ليبيا منذ سنة 1951 و نقف على الأخطاء التي ارتكبت بقصد أو بغير قصد و العمل على عدم تكرارها

كما أن الأمر يتطلب منا التسليم بأن ليبيا ليست رهينة لأي نظام و لا لأي شخص كان من كان، و أن من يتولى حكم البلاد قد يصيب حينا و قد يخطئ أحيانا أخرى و عليه أن يكون دوما مستعدا للمحاسبة و للانتقاد و العمل على الإصلاح و تصحيح المسار، فهو في منصبه من أجل خدمة الوطن و الشعب برمته

ليبيا لن تبنى بالماضي و لا بالرجوع إليه و لكنها تبنى بنظرة مستقبلية قائمة على العلم و المعرفة و الإدراك و الخبرة و أخذ العبر و الدروس من الماضي بحلوه و مره

حضرات السيدات و السادة
إن انتماء اي احد منا إلى نظام معين يحتم علينا قبل الاعتزاز به و الافتخار بأعماله أن نقر و نعترف بأن القائمين عليه لهم اخطاء كسائر البشر ، و أنهم في فترات أغفلوا أمورا مهمة و لم يدركوا أولويات معينة، فهذا أمر طبيعي و وجب تقبله.

حضرات السيدات و السادة
إن كل الحقب التي تعاقبت على ليبيا، هي جزء من تاريخنا، أصابت و أخطات، عدلت و ظلمت، نجحت و فشلت، الماضي يبقى ماضيا و الحاضر علينا إصلاحه لنبني المستقبل.
أول خطوة في المصالحة تبدأ

بالابتعاد عن استعمال اللأفاظ الجارحة و النابية، و عدم التهجم على أي أحد،
التحلي بالشجاعة و الاعتراف بأخطاءنا و العمل على عدم تكرارها،
اعتبار أن كل الحقب هي جزء من تاريخ ليبيا، مما يعني أن مسؤولية الاعتذار تعود على الدولة الليبية
الشعب الليبي هو صاحب الحق و المصالحة في نهاية الأمر يجب أن تكون بين المواطن و الدولة، فمن أخطأ هو النظام، و من عانى هو المواطن، مما يفرض إصلاح القوانين و بناء نموذج سياسي و اقتصادي و إداري و قضائي و أمني يصون كرامة المواطن و حقوقه ويفسح له تحقيق تنمية شاملة و عادلة في ظل سلام عادل و شامل و دائم

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته