Categories
السياسة ليبيا

ليبيا بلا حكومة و لا مسؤولين

ضربت مدن برقة عواصف و فيضانات عنيفة و بالأخص مدينة درنة التي جرف فيضان واديها عمارات و مساكن أودت بحياة الآلاف من الضحايا و أعداد مضاعفة من المفقودين.

في هذه الظروف الصعبة و العصيبة و هذا المصاب الجلل غاب مسؤولونا و حكامنا، و اكتفوا بتوجيه نداءات إلى المجتمع الدولي لتقديم المساعدات ، و تسابقوا إلى إعلان درنة و باقي مدن برقة مناطق منكوبة، اليوم العين تبكي و القلب يدمي لفقدان إخواننا و أهلنا و أيضا لفقدان الوطن الذي ظهر اليوم جليا أنه وطن يتيم بلا أب يرعاه و لا أم تحن عليه.

الملك إدريس السنوسي

شتان بين الأمس و اليوم، فقد نكبت ليبيا سنة 1963 عندما ضرب المرج زلزال مدمر ، قدر للبلاد أن يكون على راسها رجل يقدر المسؤولية و يحملها على عاتقه طوال يومه و ليله و طوال العام، رجل لا يكثر من التصريحات و لا الكلام المنمنق، رجل لا يسعى لتلميع صورته و إدعاء بطولات زائفة، رجل نظيف اليد نزيه ألا و هو الملك إدريس السنوسي رحمه الله

محمد عثمان الصيد في المرج

و قدر في تلك السنة أن كان رئيس حكومته رجل من أبناء الشعب الليبي، صنع نفسه و مساره السياسي بنضاله و عمله، رجل شعر بآلام المحرومين و المظلومين، رجل ناضل ضد الاستعمار من أجل نيل الحرية و الكرامة، رجل عانى في سبيل ذلك الأمرين من سجن المستعمر في فزان و تعذيبه له أنكى أنواع العذاب.

رجل بدأ مساره السياسي شابا مناضلا من اجل الحرية، رجل تدرج في المناصب السياسية عضوا في لجنة الستين و لجنة الواحد و العشرين و اللجنة الاستشارية لوضع الدستور، رجل بنى الصحة في ليبيا و أسسها، في سبيل ذلك جال أرجاء البلاد شرقا و غربا و جنوبا، رجل أحب ليبيا و الليبيين من أعماق قلبه ، جاعلا حلمه رقي البلاد و ازدهار شعبها.

رجل خرج من الشعب و أحب الشعب و تعلم و تهذب في الزوايا الليبية على يد علماء ليبيين، رجل أدرك معنى المعاصرة و الحداثة و العمل و الارتقاء و الحفاظ على الهوية و الثقافة الليبية، رجل جعله مساره شجاعا قادرا على المواجهة و المبادرة و تحمل المسؤولية

إنه محمد عثمان الصيد الذي بمجرد وقوع زلزال المرج اتخذ كل الإجراءات اللازمة و الضرورية و نظم المساعدات و الإغاثة سواء الوطنية أو الدولية، رجل أدرك بحسه السياسي و الوطني أن الدولة في ظروف الكوارث و المآسي تحتاج إلى قيادة تكون قريبة من المواطنين، تكون معهم 24 ساعة في اليوم، فما كان منه إلا أن انتقل فورا إلى المرج ليكون قريبا من أهلها ليطمئنهم و يواسيهم و يواجه معهم الأزمة و في نفس الوقت ليبني معهم المستقبل، إذ كان معه فريق من المهندسين وضعوا في فترة وجيزة مخطط مدينة المرج الجديدة وفق معايير السلامة و العمران.

رحم الله محمد عثمان الصيد و أسكنه فسيح جناته و جزاه عن الليبيين خيرا في الصورة أعلاه و هو يزور مدينة المرج

رحم الله الملك إدريس الذي سمح لرجال البلاد أن يعملوا و يبادروا و أن يتحملوا مسؤولياتهم

Categories
أنشطة المركز السياسة ليبيا

كلمة السيد المهندس أسامة الصيد رئيس مجلس إدارة المركز، في الملتقى التحضيري للمصالحة الوطنية

طرابلس 08-01-2022

ستجدون هنا رابط للفيديو لهذه الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

حضرات السيدات و السادة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته،
في البداية اشكر أصحاب السعادة أعضاء المجلس الرئاسي و الاتحاد الإفريقي و المشرفين على هذا الملتقى، على تنظيم هذا اللقاء المهم الذي يهدف إلى تأسيس و بناء المصالحة الوطنية في ليبيا، و الذي نرجو من الله عز و جل أن يوفقنا جميعا فيه

حضرات السيدات و السادة،
إن مباشرة العمل على المصالحة الوطنية، يتطلب منا جميعا شجاعة سياسية و أدبية و إرادة قوية و عزيمة و صبرا و حكمة و تسامحا و تفاؤلا، إن اجتماع كل هذه الصفات في عمل واحد لدليل على جسامة و أهمية ما نحن مقبلون عليه بإذن الله تعالى

حضرات السيدات و السادة
المصالحة تتطلب منا شجاعة أدبية و سياسية، اولها الاعتراف بأن ما نعيشه اليوم هو بسبب أخطاء ارتكبت و لم تعالج و بسبب غياب الإصلاح في الوقت المناسب، فليس عيبا أن نقوم بنقد ذاتي لكل الحقب التي تعاقبت على ليبيا منذ سنة 1951 و نقف على الأخطاء التي ارتكبت بقصد أو بغير قصد و العمل على عدم تكرارها

كما أن الأمر يتطلب منا التسليم بأن ليبيا ليست رهينة لأي نظام و لا لأي شخص كان من كان، و أن من يتولى حكم البلاد قد يصيب حينا و قد يخطئ أحيانا أخرى و عليه أن يكون دوما مستعدا للمحاسبة و للانتقاد و العمل على الإصلاح و تصحيح المسار، فهو في منصبه من أجل خدمة الوطن و الشعب برمته

ليبيا لن تبنى بالماضي و لا بالرجوع إليه و لكنها تبنى بنظرة مستقبلية قائمة على العلم و المعرفة و الإدراك و الخبرة و أخذ العبر و الدروس من الماضي بحلوه و مره

حضرات السيدات و السادة
إن انتماء اي احد منا إلى نظام معين يحتم علينا قبل الاعتزاز به و الافتخار بأعماله أن نقر و نعترف بأن القائمين عليه لهم اخطاء كسائر البشر ، و أنهم في فترات أغفلوا أمورا مهمة و لم يدركوا أولويات معينة، فهذا أمر طبيعي و وجب تقبله.

حضرات السيدات و السادة
إن كل الحقب التي تعاقبت على ليبيا، هي جزء من تاريخنا، أصابت و أخطات، عدلت و ظلمت، نجحت و فشلت، الماضي يبقى ماضيا و الحاضر علينا إصلاحه لنبني المستقبل.
أول خطوة في المصالحة تبدأ

بالابتعاد عن استعمال اللأفاظ الجارحة و النابية، و عدم التهجم على أي أحد،
التحلي بالشجاعة و الاعتراف بأخطاءنا و العمل على عدم تكرارها،
اعتبار أن كل الحقب هي جزء من تاريخ ليبيا، مما يعني أن مسؤولية الاعتذار تعود على الدولة الليبية
الشعب الليبي هو صاحب الحق و المصالحة في نهاية الأمر يجب أن تكون بين المواطن و الدولة، فمن أخطأ هو النظام، و من عانى هو المواطن، مما يفرض إصلاح القوانين و بناء نموذج سياسي و اقتصادي و إداري و قضائي و أمني يصون كرامة المواطن و حقوقه ويفسح له تحقيق تنمية شاملة و عادلة في ظل سلام عادل و شامل و دائم

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

Categories
ليبيا

مرحبا بكم في مدونة مركز ليبيا

مرحبا بكم في موقع مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية.

لقد قمنا بتجديد موقعنا لمواكبة تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوبط وشمال إفريقيا.

وستجدون هنا بإذن الله، أخباراً وتوضيحات المنطقة على حسب التطورات وأهمتها بأسلوب واضح وموضوعي.