طرابلس 08-01-2022
ستجدون هنا رابط للفيديو لهذه الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
حضرات السيدات و السادة
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته،
في البداية اشكر أصحاب السعادة أعضاء المجلس الرئاسي و الاتحاد الإفريقي و المشرفين على هذا الملتقى، على تنظيم هذا اللقاء المهم الذي يهدف إلى تأسيس و بناء المصالحة الوطنية في ليبيا، و الذي نرجو من الله عز و جل أن يوفقنا جميعا فيه
حضرات السيدات و السادة،
إن مباشرة العمل على المصالحة الوطنية، يتطلب منا جميعا شجاعة سياسية و أدبية و إرادة قوية و عزيمة و صبرا و حكمة و تسامحا و تفاؤلا، إن اجتماع كل هذه الصفات في عمل واحد لدليل على جسامة و أهمية ما نحن مقبلون عليه بإذن الله تعالى
حضرات السيدات و السادة
المصالحة تتطلب منا شجاعة أدبية و سياسية، اولها الاعتراف بأن ما نعيشه اليوم هو بسبب أخطاء ارتكبت و لم تعالج و بسبب غياب الإصلاح في الوقت المناسب، فليس عيبا أن نقوم بنقد ذاتي لكل الحقب التي تعاقبت على ليبيا منذ سنة 1951 و نقف على الأخطاء التي ارتكبت بقصد أو بغير قصد و العمل على عدم تكرارها
كما أن الأمر يتطلب منا التسليم بأن ليبيا ليست رهينة لأي نظام و لا لأي شخص كان من كان، و أن من يتولى حكم البلاد قد يصيب حينا و قد يخطئ أحيانا أخرى و عليه أن يكون دوما مستعدا للمحاسبة و للانتقاد و العمل على الإصلاح و تصحيح المسار، فهو في منصبه من أجل خدمة الوطن و الشعب برمته
ليبيا لن تبنى بالماضي و لا بالرجوع إليه و لكنها تبنى بنظرة مستقبلية قائمة على العلم و المعرفة و الإدراك و الخبرة و أخذ العبر و الدروس من الماضي بحلوه و مره
حضرات السيدات و السادة
إن انتماء اي احد منا إلى نظام معين يحتم علينا قبل الاعتزاز به و الافتخار بأعماله أن نقر و نعترف بأن القائمين عليه لهم اخطاء كسائر البشر ، و أنهم في فترات أغفلوا أمورا مهمة و لم يدركوا أولويات معينة، فهذا أمر طبيعي و وجب تقبله.
حضرات السيدات و السادة
إن كل الحقب التي تعاقبت على ليبيا، هي جزء من تاريخنا، أصابت و أخطات، عدلت و ظلمت، نجحت و فشلت، الماضي يبقى ماضيا و الحاضر علينا إصلاحه لنبني المستقبل.
أول خطوة في المصالحة تبدأ
بالابتعاد عن استعمال اللأفاظ الجارحة و النابية، و عدم التهجم على أي أحد،
التحلي بالشجاعة و الاعتراف بأخطاءنا و العمل على عدم تكرارها،
اعتبار أن كل الحقب هي جزء من تاريخ ليبيا، مما يعني أن مسؤولية الاعتذار تعود على الدولة الليبية
الشعب الليبي هو صاحب الحق و المصالحة في نهاية الأمر يجب أن تكون بين المواطن و الدولة، فمن أخطأ هو النظام، و من عانى هو المواطن، مما يفرض إصلاح القوانين و بناء نموذج سياسي و اقتصادي و إداري و قضائي و أمني يصون كرامة المواطن و حقوقه ويفسح له تحقيق تنمية شاملة و عادلة في ظل سلام عادل و شامل و دائم
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته