Categories
أنشطة المركز السياسة ليبيا

رسالة مفتوحة إلى سيادة المشير خليفة حفتر

سيادة المشير، تحية طيبة و بعد

في يوم الأحد 02 أكتوبر 2023، استدعى الأمن الداخلي كلا من
الأستاذ سراج دغمان، مدير مكتب بنغازي لمركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية و المستقبلية
الدكتور فتحي البعجة مدير المكتب السياسي بحزب ليبيا للجميع
الأستاذ طارق البشاري عضو حزب ليبيا للجميع

و قد تبين أن الاستدعاء جاء على ضوء تقرير قدمته السيدة هناء شلوف موظفة مستقيلة من المركز، تشير فيه أن السادة المذكورين أعلاه عقدوا اجتماعا بالمركز ببنغازي يخططون فيه لقلب النظام و إسقاط الجيش الوطني الليبي.

إنني إذ أفند هذا الإدعاء و الذي أوكد لكم أنه لا أساس له من الصحة، كما أنه غير واقعي لسبب بسيط و بديهي أنه لا المركز و لا حزب ليبيا للجميع يملكون القدرة و لا الإمكانية للقيام بذلك. لا أنكر سيادة المشير، أنني شخصيا، مثل ما ورد في خطابكم أمام قبائل و أعيان الجبل الأخضر، مستاء تماما من أداء المسؤولين في ليبيا و الذي بسبب إهمالهم و استهتارهم في فيضانات درنة و الجبل الأخضر، ضاعت الآلاف من الأرواح البريئة التي كانت تعتقد أنها آمنة في بيوتها. و هو أمر لا يختلف تماما عما عبرتم عنه، إذ قلتم أن كارثة فيضانات درنة ستبقى وصمة عار في جبين المسؤولين الليبيين. و قد كان هذا هو فحوى الاجتماع و النقاش الذي دار في المركز مع حزب ليبيا للجميع، و تدارس الحلول و الرؤى التي يمكن أن تجنب ليبيا مثل هذه المآسي في المستقبل

سيادة المشير

إن احتجاز السادة الأفاضل المشار إليهم أعلاه، يعتبر في نظري سابقة خطيرة و قد تؤسس إلى سلوك مشين و مضر و مخل بأخلاق و قيم المجتمع الليبي، و هو سلوك اعتقدنا جميعا أنه انتهى و ولى إلى غير رجعة بعد سنة 2011، ألا و هو نقل أحاديث المجالس الخاصة إلى الجهات الأمنية

إن احتجاز السادة الأفاضل المشار إليهم أعلاه، يعتبر في نظري سابقة خطيرة و قد تؤسس إلى سلوك مشين و مضر و مخل بأخلاق و قيم المجتمع الليبي، و هو سلوك اعتقدنا جميعا أنه انتهى و ولى إلى غير رجعة بعد سنة 2011، ألا و هو نقل أحاديث المجالس الخاصة إلى الجهات الأمنية

أولها: إن السيدة هناء شلوف ليست، حسب علمي، عضوا في الأمن الداخلي بصفة ضابط، بل هي كما عرفت بنفسها في منشورها باحثة سياسية و وظيفتها في المركز كانت مديرة شؤون المرأة كما ورد في المنشور نفسه. مما يعني أن اتهاماتها للزملاء ما هي إلا رواية مواطنة يمكن أن تكون لها أغراض و أهداف خاصة بها. هذا لا يعني أنه لم يكن على جهاز الأمن الداخلي أن يهتم بالاتهامات، حيث أن ما ورد في تقريرها أمور، حسب قولها، تهم أمن الدولة. غير أن كلاما من مصدر كهذا يحتاج إلى تحر ميداني و مراقبة المشتبه فيهم و التأكد من نوايا السيدة شلوف و صحة ما ورد في تقريرها، بمعنى أنه قبل الاحتجاز كان يفترض وضع المشتبه فيهم تحت المراقبة، و حين التأكد من صحة الاتهامات يتم استدعاءهم للتحقيق. إن التصرف الذي قام به جهاز الأمن الداخلي يؤسس، مع الأسف، لسلوك مشين يكيد فيه المواطن لأخيه، و أنا على يقين أنكم ترفضون انتشار مثل هذا السلوك بين الشعب الليبي

ثانيا: فيما يخص الأستاذ سراج دغمان، فهو موظف بمركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية و ينفذ سياسة المركز التي يحددها مجلس الإدارة، الذي كاتب هذه السطور هو رئيسه. فإن كانت هناك مسؤولية سياسية فلا يتحملها الأستاذ سراج دغمان، إنما أتحملها أنا أسامة محمد عثمان الصيد و هو من يجب التحقيق معه و ليس الأستاذ سراج دغمان

ثالثا: لقد بادر كل من الأستاذ سراج دغمان و الدكتور فتحي البعجة في منتصف شهر سبتمبر بزيارة اللواء الرعيض من الأمن الداخلي بمكتبه و إطلاعه على فحوى الاجتماع الذي تم في المركز، استشعارا منهم أن الظروف التي تمر منها البلاد بعد كارثة درنة تحتاج إلى مقاربة مبتكرة و متطورة، و هذا دليل على المسؤولية الأدبية و العلمية و الفكرية التي يتحليان بها

رابعا: لقد قام المركز بكل الإجراءات القانونية و أخذ كل الموافقات الأمنية لفتح فرعه ببنغازي، حيث سهر الأستاذ سراج دغمان شخصيا على ذلك، كما أن المركز انفتح على جميع الفاعلين السياسيين ببنغازي حيث دأب على لقاء أهم الأحزاب و على رأسها حزب الكرامة. كما أنه استضاف وفود دولية بتنسيق تام مع شركاءه في بنغازي و بعلم كامل من الجهات المسؤولة

و أخيرا سيادة المشير، لقد تشرفت في عدة مناسبات باللقاء بسيادتكم سواء أثناء ثورة 2011 ببنغازي رفقة المرحوم الحاج محمد سليمان، أو حين شرفتمونا بزيارة المركز بطرابلس سنة 2013 أو عند زيارتكم بالرجمة سنة 2017. في كل اللقاءات كان النقاش واضحا و صريحا و شفافا و يصب في مصلحة الوطن و جمع الكلمة و حقن الدماء و الحفاظ على أرواح المواطنين و بناء الدولة وفق ما يخدم مصالح الشعب الليبي، كما أنني منذ فتح فرع المركز طلبت مرارا و تكرارا اللقاء بسيادتكم إلا أن جدولكم لم يسمح بذلك. و هذه كلها أدلة سيادة المشير، أننا لا نسعى للفتنة و لا للفساد و لا للعنف و لكن هدفنا هو السلم و السلام و الأمن و الآمان و رفاهية الشعب الليبي

سيادة المشير

إنني على يقين أنكم لن ترضوا بالظلم و لا الغبن و لا مذلة الرجال و لن تقبلوا أن يستمر احتجاز رجال تعرفونهم و تعرفون عشيرتهم و أهاليهم لأسباب واهية لا أساس لها من الصحة. لذا أناشدكم بإطلاق سراح إخوتي و زملائي الأستاذ سراج دغمان و الدكتور فتحي البعجة و الأستاذ طارق البشاري و أنا على استعداد لتحمل أية مسؤولية

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أسامة محمد عثمان الصيد

رئيس مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية و المستقبلية

وحرر بطرابلس بتاريخ 05 أكتوبر 2023

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *