Categories
السياسة ليبيا

ليبيا بلا حكومة و لا مسؤولين

ليبيا بين الأمس واليوم. زلزال المرج 1963 وسيل 2023

ضربت مدن برقة عواصف و فيضانات عنيفة و بالأخص مدينة درنة التي جرف فيضان واديها عمارات و مساكن أودت بحياة الآلاف من الضحايا و أعداد مضاعفة من المفقودين.

في هذه الظروف الصعبة و العصيبة و هذا المصاب الجلل غاب مسؤولونا و حكامنا، و اكتفوا بتوجيه نداءات إلى المجتمع الدولي لتقديم المساعدات ، و تسابقوا إلى إعلان درنة و باقي مدن برقة مناطق منكوبة، اليوم العين تبكي و القلب يدمي لفقدان إخواننا و أهلنا و أيضا لفقدان الوطن الذي ظهر اليوم جليا أنه وطن يتيم بلا أب يرعاه و لا أم تحن عليه.

الملك إدريس السنوسي

شتان بين الأمس و اليوم، فقد نكبت ليبيا سنة 1963 عندما ضرب المرج زلزال مدمر ، قدر للبلاد أن يكون على راسها رجل يقدر المسؤولية و يحملها على عاتقه طوال يومه و ليله و طوال العام، رجل لا يكثر من التصريحات و لا الكلام المنمنق، رجل لا يسعى لتلميع صورته و إدعاء بطولات زائفة، رجل نظيف اليد نزيه ألا و هو الملك إدريس السنوسي رحمه الله

محمد عثمان الصيد في المرج

و قدر في تلك السنة أن كان رئيس حكومته رجل من أبناء الشعب الليبي، صنع نفسه و مساره السياسي بنضاله و عمله، رجل شعر بآلام المحرومين و المظلومين، رجل ناضل ضد الاستعمار من أجل نيل الحرية و الكرامة، رجل عانى في سبيل ذلك الأمرين من سجن المستعمر في فزان و تعذيبه له أنكى أنواع العذاب.

رجل بدأ مساره السياسي شابا مناضلا من اجل الحرية، رجل تدرج في المناصب السياسية عضوا في لجنة الستين و لجنة الواحد و العشرين و اللجنة الاستشارية لوضع الدستور، رجل بنى الصحة في ليبيا و أسسها، في سبيل ذلك جال أرجاء البلاد شرقا و غربا و جنوبا، رجل أحب ليبيا و الليبيين من أعماق قلبه ، جاعلا حلمه رقي البلاد و ازدهار شعبها.

رجل خرج من الشعب و أحب الشعب و تعلم و تهذب في الزوايا الليبية على يد علماء ليبيين، رجل أدرك معنى المعاصرة و الحداثة و العمل و الارتقاء و الحفاظ على الهوية و الثقافة الليبية، رجل جعله مساره شجاعا قادرا على المواجهة و المبادرة و تحمل المسؤولية

إنه محمد عثمان الصيد الذي بمجرد وقوع زلزال المرج اتخذ كل الإجراءات اللازمة و الضرورية و نظم المساعدات و الإغاثة سواء الوطنية أو الدولية، رجل أدرك بحسه السياسي و الوطني أن الدولة في ظروف الكوارث و المآسي تحتاج إلى قيادة تكون قريبة من المواطنين، تكون معهم 24 ساعة في اليوم، فما كان منه إلا أن انتقل فورا إلى المرج ليكون قريبا من أهلها ليطمئنهم و يواسيهم و يواجه معهم الأزمة و في نفس الوقت ليبني معهم المستقبل، إذ كان معه فريق من المهندسين وضعوا في فترة وجيزة مخطط مدينة المرج الجديدة وفق معايير السلامة و العمران.

رحم الله محمد عثمان الصيد و أسكنه فسيح جناته و جزاه عن الليبيين خيرا في الصورة أعلاه و هو يزور مدينة المرج

رحم الله الملك إدريس الذي سمح لرجال البلاد أن يعملوا و يبادروا و أن يتحملوا مسؤولياتهم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *